جميعنا نعرف أن مذاق فنجان القهوة الكلاسيكي غالبا يكون داكن و مرير . ترتبط المرارة دائما بالقهوة السيئة في أغلب الأحيان . لكن تصدق أن أفضل أنواع القهوة في العالم لديها لمحة من المرارة الطفيفة . في القهوة المحمصة و المطحونة حديثًا ، يمكن للمرارة الطفيفة أن تغلف جميع النكهات معًا ، وتكون بمثابة التكملة للحلاوة والحموضة ، وتساهم في قوام القهوة الكثيف . وبالتالي ليس شيئًا يجب أن نتجنبة بقدر أنه يساعدنا في إعتدال كوب القهوة . مرارة القهوة جزء من سلسلة نكهات القهوة . وبالتالي إذا كنت تريد أن تعرف كيفية تذوق الفرق بين المرارة الجيدة والسيئة ، تابع معي القراءة .
النوع السيئ من المرارة :
المرارة في القهوة هي نتيجة ل 21 مركب . حيث يعتبر الكافيين وبعض الأحماض والبروتينات والكحول من العوامل الرئيسية المساهمة في المرارة ، لكن حمض الكلوروجينيك هو المصدر الأساسي للمرارة . عندما يكون استخلاصك للقهوة مفرط هذه العناصر تتغلب على السكريات والروائح ، و هذا ما يسبب في أن القهوة تكون مريرة للغاية وغير جيدة . هناك عدة أسباب أخرى نحصل فيها على قهوة مريرة ، بالطبع مزرعة القهوة قد تكون أحد الأسباب ، لكن هنا سوف نركز على طريقتين أخرى .
١- مرارة ناشئة من التحميص :
عندما يتم تحميص حبوب البن ، تحدث آلاف التفاعلات الكيميائية على مدار عدة دقائق خلال عملية التحميص . وبالتالي نريد أن تحدث معظم هذه التفاعلات بترتيب معين لإنتاج قهوة حلوة ومتوازنة تظل تحمل إيحاءات المزرعة التي أتت منها . أحد التفاعلات الغير مرغوبة هو عندما تتحلل أحماض ( الكلوروجينيك ) إلى أحد مركبات ال ( فينيل ) عند التحميص الداكن . أحماض الكلوروجينيك مريرة الى حد ما ، ولكن عندما يتم تسخينها داخل المحمصة لأكثر من 425 درجة ، تشكل أحماض الكلوروجينيك مركب يمسى إندان الفينيل وهو شديد المراره . تتجنب معظم محامص القهوة المختصة تحميص قهوتهم بشكل غامق لتجنب التفاعل الكيميائي الذي يزيد من طعم المرارة . على الرغم من أننا عادة نربط القهوة الغامقة بالرماد أو الطعم المحترق المرير ، لكن حتى تحميص القهوة بشكل خفيف يحتوي على مرارة عشبية ، وهو أمر كريه وغير جيد . إذا كنت من محبي القهوة الغنية والمتوازنة والحلوة تجنب التحميص الغامق جدا والفاتح أيضا .
٢- المرارة بسبب طريقة التحضير :
حتى لو تم زراعة قهوتك وتحميصها من قبل أمهر الخبراء في العالم ، فلا يزال بإمكانك جعلها مرة إذا لم تكن حريصًا في طريقة التحضير . تبقى القهوة في ذروة نضارتها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد تحميصها . بعد هذه الفترة ، تتحلل النكهات بسرعة ، مما ينتج عنه قهوة مرة . لا يمكنني المبالغة في تقدير مدى أهمية استخدام القهوة المطحونة الطازجة والمحمصة حديثًا إذا كنت ترغب في تجربة القهوة في ذروة نكهتها ونضارتها !. من السهل جدًا الإفراط في الإستخلاص عند تحضير قهوتك إذا أستخدمت حجم طحنة خاطئة ، أو تركة القهوة تتحضر لفترة طويلة جدًا ، أو أستخدمت ماء ساخن جدًا . كل هذا يتسبب في أن يكون فنجان القهوة مرًا بشكل عالي ، لأنك حرفيًا تسحب الكثير من الأشياء المرة في فنجان قهوتك مثل (الكافيين والأحماض وما شابهها) .
النوع الجيد من المرارة :
نوع المرارة الذي نريده في القهوة يجب أن يكون خفيف وعميق ، لكي يكون مكمل للنكهات الأخرى ، ويجلب التوازن للأحماض العالية ، ويضيف تعقيد جميل لفنجان القهوة . كما هو الحال مع الحلاوة أو الحموضة ، يكون وصف المرارة أسهل عند تقريبها بالنكهات الموجودة بشكل طبيعي في القهوة . دعني أعطيك بعض الأمثلة : ذات مرة تناولت قهوة من السلفادور كانت تحتوي على إيحاء البرتقال مع حموضة طفيفه . لتقريب نكهة القهوة ، كان هناك مرارة برتقالية خفيفة ولذيذة ذكرتني بالمرارة التي تكون موجودة عند بعض أنواع البرتقال . أيضا، قهوة من سومطرة تناولتها منذ عامين تقريبا كان لها إيحاء خشبي وسبايسي مع مرارة تذكرني باليانسون . كانت معقدة جدا . وبالتالي إذا وجدت نفسك تتعب في وصف مرارة القهوة ، اطرح السؤال هذا على نفسك، بماذا تذكرني هذة المرارة ؟
كل النكهات تكون معتدلة ، حتى المرارة :
يمكن أن تكون المرارة المعتدلة ، شيئًا جيدًا في القهوة . كما هو الحال مع كل شيء آخر ، فإن الأمر كله يتعلق بإيجاد التوازن في كوب القهوة . لكن تذكر أن إحدى أفضل الطرق لتقليل المرارة السيئة في القهوة هي تحضيرها وهي طازجة .
آنتهى، شكرا لكم.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك اذا كان لديك اي استفسار عن الموضوع وسنوافيك بالرد فور مشاهدة تعليقك