إن استكشاف عالم الإسبريسو أمر رائع ومحبط في نفس الوقت . هي مثل الرحلة الشاقه التي تواجه فيها بعض المصاعب لكن سرعان ما تتغلب عليها بالممارسه والتعلم . اليوم لدي إستراتيجية جميله سوف تساعدك على فهم مراحل إستخلاص الإسبريسو . وبشكل أكثر تحديدًا ، كيفية تذوق المراحل و بإستعمال تلك الإستراتيجيه سوف تساعدك للحصول على جرعات أفضل في المستقبل .وبالتالي إذا كنت تريد أن تبقى في حيرة من أمرك حول كيفية جعل مذاق الإسبريسو أفضل ، فتخط هذه المقالة . أما إذا كنت تريد أن تجعل الإسبريسو تحت يديك ، فاستمر معي في القراءة .
- الإستراتيجية :
ابدأ عملك في تحضير قهوة الإسبريسو كالمعتاد . ستسحب جرعة عادية لكن مع اختلاف واحد وهو تقسيمها في عدة أكواب مختلفة . ( عدد ٧ أكواب ) .
١ - قم بالطحن وابدأ إستخلاص الجرعة .
٢ - ابدأ تشغيل المؤقت وضع الكوب الأول أسفل فلتر القهوة .
٣ - في ال (١٠) ثواني ، قم بالتبديل سريعًا إلى الكوب الثاني .
٤ - بعد (١٥) ثانية ، قم بالتبديل بالكوب الثالث .
٥ - بعد (٢٠) ثانية ، قم بالتبديل بالكوب الرابع .
٦ - بعد (٢٥) ثانية ، قم بالتبديل بالكوب الخامس .
٧ - في (٣٠) ثانية ، قم بالتبديل بالكوب السادس .
٨ - في (٣٥) ثانية ، قم بالتبديل بالكوب السابع .
٩ - بعد ذلك أوقف الجرعة في الدقيقة (٤٠) ثانية .
يجب أن يكون لديك الآن (٧) أكواب مختلفة أمامك ، كل منها يحتوي على مرحلة مختلفة من جرعة الإسبريسو . لا تخلط بينهم ! احتفظ بها في نفس الترتيب .
تذوق مراحل استخلاص الإسبيرسو :
في البداية تذوق الكوب رقم (٧) ، الذي يحتوي على آخر جزء من جرعة الإسبريسو . إستنشقها ، تذوقها ، فكر فيها . اكتب ما تواجهه . هل الطعم مر ، حامض ، ضعيف ، لاذع ، لذيذ ؟ ثم ، خذ رشفة من الماء وقم بتنقية فمك من الطعم . بعدها سجل ملاحظاتك لكل كوب بنفس الطريقة، . ماذا تلاحظ؟ كيف يتغير كل كوب عن الأخر ؟.
على إفتراض أنك حصلت على جرعة لا بأس بها من الإسبيرسو ، لا بد أنك لاحظت شيئًا فيها : راح أعطيك بعض الأمثله /
الكوب رقم 7 - ضعيف ، ممل ، وفاقد للحياة . ضعيف المرارة مع عدم وجود الكثير من النكهة .
الكوب رقم 6 - بدأت النكهة في الظهور ، لكنها لا تزال متواضعة النكهات مع المرارة قليلا .
الكوب رقم 5 - بدأت النكهات المنخفضة تصبح أكثر وضوحا .
الكوب رقم 4 - قوة متوسطة مع ظهور إيحاءات متوسطة .
الكوب رقم 3 - الكثير من النكهات الزاهية والحلوة ، ولكن لا تزال القهوة لادعة .
الكوب رقم 2 - النكهة جميلة ومشرقة ، لكنها قوية جدًا .
الكوب رقم 1 - شديد الحموضة وذو كثافة عالية .
دعني أشرح ما حدث :
في بداية عملية الإستخلاص يتم إستخراج عناصر كثيرة مع الماء الساخن ، لذا فإن كل قطرة في الإسبيرسو تكون غنية بالنكهة . أول حاجه يتم إستخلاصها هي الأحماض ، وهذا هو السبب عند تذوق الكوب رقم (١) يكون غالبا شديد الحموضة . لذا إذا كنت ستوقف جرعتك عند هذا الحد ، سوف تكون جرعة الإسبيرسو فيها نقص في الإستخلاص .
مع تقدم الجرعة ، تتوقف الأحماض من الخروج وتبدأ عملية إستخلاص الزيوت والمواد الصلبة الذائبة في الماء ، هذا الحد من الجرعة يضيف الكثير من العمق والتعقيد في النكهة ، إلى جانب بعض الحلاوة والروائح العطره . يتباطأ معدل الإستخلاص في هذه المرحلة ، وبالتالي كل قطرة من الإسبرسو من الناحية العملية تكون أقل تركيزًا مع مرور الوقت .
بعد ذلك تأتي النقطة الي تضيف الحلاوة في الإسبيرسو (عادة عند ٢٥-٣٠ ثانية ،في الكوب رقم 5). وهنا يتم موازنة الأحماض بالسكريات والزيوت والمواد الصلبة الذائبة في الماء . حدة النكهات تتساوى و تبدأ الإيحاءات أو النكهات الخافته في الظهور وتحقق التوازن في الكوب .
الكوب رقم (٦) هو الوقت الذي تصبح فيه العناصر المستخلصة أكثر من اللازم . بسبب تجاوزك الجرعة المتوازنه في النكهات ، وبالتالي الإسبريسو القادم من فلتر القهوة سوف يستخلص الكثير من بن القهوة ، و هنا تبدو الجرعة مريره .
من المؤكد أن الكوب رقم (٧) لن يكون طعمه مقبول ، ولكن تذوقه من أجل التعلم يضيف لك الكثير . من خلال هذا الكوب ، سوف تلاحظ استخراج الكثير من العناصر الغير مرغوبه . كل ما يستخلص الآن هو حمض (التانينات) المرير ، وبسببه سوف تختفي جميع النكهات الجميله من الكوب .
كيف يساعدك فهم ذلك على تحضير إسبرسو أفضل :
الآن بعد أن اختبرت وتذوقت مراحل استخلاص الإسبريسو ، دعني أوضح لك كيف يمكنك استخدامه على مستوى عملي يوميًا .
تخيل في اليوم الآخر . أنك تحضر إسبريسو كالعادة ، وبالتالي سوف تستخلص جرعة إسبيرسو بعائد (٣٠) جرام في (٣٠) ثانية . وبعد ذلك قم بتذوقه وفكر في طعم الكوب ، هل هو شديد المراره أو غير متزن ؟. إذن أعد قراءة هذه الإستراتيجيه وتذكر أن المرارة غير السارة ناتجة عن الإستخلاص الزائد . وهذا يعني أنك تجاوزت النقطة المناسبة الي تضيف الحلاوه و الإنسجام و النكهة في الكوب . في المرة القادمة ، أوقف الجرعة بعائد (٢٨) جرام في (٢٩) ثانية ، لكي تقلل من إجمالي الإستخلاص . تذوق الإسبريسو وفكر مره أخرى، هل هو مناسب و متوازن ؟ وهكذا . هذه الإستراتيجية بمثابة إطار مرجعي محدد تساعدك في إكتشاف مشاكل الإسبريسو الخاصة بك وإجراء تغييرات بسيطة لتحسينها .
آنتهى، شكرا لكم.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك اذا كان لديك اي استفسار عن الموضوع وسنوافيك بالرد فور مشاهدة تعليقك